السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اهلا بكم اصدقائى...كيف الاجازة معكم؟
ان شاء الله تمام....قررت ان اضع قصتى بعنوان " بسمة حياة"
لن اطيل عليكم و اترككم مع القصة
_________________________________________________
*الجزء الاول*
كان الهدوء الشديد يعم فى ارجاء ذلك المكان خصوصا فى تلك الممرات الشبه خاليه من كل شىء عدا من الممرضات اللاتى يمررن ليتفقدن حال المرضى....و فجأة فتح باب احدى الغرف ليخرج منها شاب ناكسا راسه محاولا ان يتفادى النظر فى وجه اى شخص و بيده سترة زرقاء داكنة اللون و قبل ان يغلق الباب وراءه التفت ليلقى نظرة اخيرة و سريعة داخل الغرفة و تنهد تنهيدة عميقة....تنهيدة خرجت و قد حملت معها كل ما تحمل نفسه من مشاعر فى تلك اللحظة....سار الشاب بعدها و كان يتحرك من ممر الى اخر متجها الى باب المشفى متجاهلا المصعد و قد كان شارد الذهن....رغم هذا لم يكن يفكر فى شىء محدد ليس لأنه لم يكن هناك ما يستحق التفكير فيه...بل لتضارب افكاره...كان يشعر بان راسه تكاد تنفجر من هذا...و بعد ان وصل الشاب لباب المشفى فى تلك اللحظة بدأ بالاسراع حتى خرج من المشفى لينطلق الى الشارع بسرعة... تماما كالحبيس الذى قد نال حريته اخيرا بعد عناء طويل و عذاب مرير...كان الوقت متاخرا فى تلك اللحظات فعقارب الساعة كانت قد تجاوزت الثانية صباحا منذ وقت طويــل !!...
الجو كان شديد البرودة فى هذا الوقت فتوقف ذلك الشاب قليلا و رفع راسه عاليا مستسلما للرياح لتداعب وجهه و خصلات شعره البنية المتناثرة لتبدا بالتمايل فتظهر عيناه العسليتان المتلألئتان بسبب الدموع الحبيسة....اخذ الشاب نفسا عميقا ليستنشق ذلك الهواء النقى ثم ارتدى سترته التى كان يمسكها و اغلقها و رفع ياقتها بعد ان اعتدل فى وقفته لتضفى جوا من الغموض على مظهره...و بدأ بالسير من جديد بعد أن ادخل يداه فى جيوب سترته...
بدأت الافكار تضح فى راسه مع الوقت وضوحا شديدا تماما كما تنقشع الغيوم لتخلف ورائها سماءا صافية....و بعد تفكير طويل بدأ يحدث نفسه قائلا: { ما هذا الذى يحدث لى؟!!....و لماذا يحدث لى هذا؟!!...عشت و كأنى لم اعش!!....لم تكن حياتى تساوى شيئا الى ان قابلتها و اتخذت هدفا فى حياتى....و قد تغيرت حياتى كلها!!}
ثم عاد الشاب بعقله لتلك الغرفة التى تركها منذ فترة صغيرة... حيث راى جسد ذلك الشاب الاشقر المتمدد على السرير و هو محاط بكل تلك الاجهزة التى تحافظ على حياته و تجلس بجانبه فتاة ذات وجه برئ يظهر عليه علامات الارهاق و اثار الدوع الجافة على خديها دليلا على كثرة بكائها و حزنها الشديد....لم يستطع تحمل هذا المنظر و لهذا السبب فقد ترك الغرفة بل و المشفى كله ثم عاد ليخاطب نفسه ثانية قائلا: { كم أحسدك!!....رغم موقفك الصعب هذا و رغم مواجهتك الموت الا انك لازلت تملك كل شىء!!....تملك ما لم استطع الحصول عليه بثروتى....فكنوز الدنيا كلها لا تساوى شيئا امام دموعها تلك...}
كان لازال الشاب يمضى قدما فى سيره و قد رسم على وجهه شبح ابتسامة و سقطت دمعه من عينه لم يستطع ان يحبسها اكثر من ذلك...رغم ان كبرياءه كشاب يمنعه من الاستسلام لمشاعره تلك الا انه لم يفكر فى هذا بعد ان انهار من داخله و لم يعد يتحمل...كانت دموع تلك الفتاة و مظهرها يعتصران قلبه بشدة الما و حزنا عليها و ربما لأن له يد فى تحطيمها او حتى ربما لسبب اخر لا يعلمه.....بعد ان شعر بضغط كبير عليه كأنه يختنق حاول جاهدا الا يفكر فى الامر و ان يبعد كل تلك الافكار عن راسه لذا اطلق العنان لقدميه لتسيرا به دون هدى حتى التمعت السماء ببرقها و يتلوها الرعد فتنهمر سيول من الامطار فى تلك اللحظات كما لو أن السماء تشاركه حزنه فى تلك الليلة بدموعها الغزيرة !!................
--------------------------------------------------
و فى تلك اللحظات استيقظت تلك الفتاة فزعة على صوت الرعد.....فشدت بقبضتها على يد الشاب النائم بقربها يصارع الموت و التفتت اليه بنظرها و لم تلحظ ان الشاب الاخر الذى كان معها بالغرفة لم يكن موجودا فى هذا الوقت....و ما هى الا دقائق حتى دخلت احى الممرضات لتكتب اخر التفاصيل الخاصة بحالة الشاب بناءا على النتائج الظاهرة على شاشات الاجهزة المحيطة به و تسجل كل تلك المعلومات فى ملفه الطبى......و حين انتهت الممرضة من عملها همت بالخروج فلاحظت القلق البادى على وجه الفتاة فابتسمت لها قائلة:" لا تقلقى يا انسة....فحالته مطمئنة و سياتى الطبيب لتفقده قريبا...و اعتقد انه سيفيق قريبا باذن الله"
فردت عليها الفتاة باسمة و دموع الفرحة تلمع فى عينيها:" شكرا لك" و قد كانت تلك الكلمات هى اقصى ما تستطيع قوله فى تلك اللحظة...
و بعد ان خرجت الممرضة من الغرفة التفتت الفتاة الى مكان الكرسى حيث كان يجلس الشاب الاخر و كانت دهشتها كبيرة انها لم تلحظ خروجه من الغرفة و لم تشعر به مطلقا و لكنها سرعان ما ابتسمت و اتجهت بنظرها باتجاه النافذة الموجودة بالغرفة و شردت بعيدا بعقلها لتعود بذكرياتها الى الوراء و خصوصا لذلك اليوم...يوم ان اخذت حياتها كلها مجرى جديد.....لتفتح صفحة جديدة !!
_______________________________________________
نهاية الجزء الاول
هل اعجبكم؟....اريد ان اعرف رايكم بصراحة
هل اكمل القصة ؟
بانتظار ردودك و انتقاداتكم
فى امان الله
سلام