ماما
دايما بتقول المسلمين مش بيحبونا بس أنا صحبتي داليا في المدرسة مسلمة
وانا بحبها قوي لما بروح عندهم البيت مامتها بتجيب لي حاجات حلوة كتير
ولما سألتها انتم بتكرهونا صحيح.
قالت
لي: لا طبعا إحنا كلنا بني آدمين وبنعبد ربنا بس كل واحد فينا بيعبده
بطريقته هذا كان كلام اليس طفلة في التاسعة من عمرها تبدو عليها علامات
التأثر وهي تضيف بمنتهي البراءة داليا مالهاش ذنب هي معملتش حاجة.
آلاف الاطفال مثل أليس وداليا لايفهمون ما يحدث حولهم وبما ان الطفولة من
اهم المراحل التي تتشكل فيها السمات الاولي لشخصية الانسان وتتحدد ميوله
واتجاهاته نجد ان الفصل بين طلاب المدارس المسلمين والمسيحيين اثناء تدريس
مادة التربية الدينية يثير الكثير من الجدل, حيث يراه البعض اكبر دليل
علي غياب مفهوم المواطنة والحث علي التمييز العنصري بين الاطفال هذا ما
اكده عبد الحفيظ طايل مدير المركز المصري للحق في التعليم في تقريره
مضيفا: ففي الوقت الذي يتحدث الخطاب الديني والدستور عن المواطنة نجد ان
الممارسات الفعلية ينقصها الكثير.. حيث ان المادة6 في قانون التعليم
والتي تقر الدين كمادة اساسية تعد مادة تمييزية, فانقسام الطلبة في حصص
التربية الدينية مع عدم وجود مدرس متخصص في الدين المسيحي ايضا ووجود بعض
النصوص الدينية بمناهج اللغة العربية التي تؤكد الطائفية مثل يجب ان احب
صديقي المسيحي او ان اساعد صديقي المسلم هذا غير مناهج التاريخ والتي تعكس
تاريخ الحكام والقادة امثال صلاح الدين الايوبي واحمد عرابي اكثر من
الاهتمام بتاريخ المصريين انفسهم حتي عند سرد احداث ثورة1919 والتي تعد
النموذج المثالي للوحدة الوطنية نجد ان الدرس لايحتوي الا علي جملة واحدة
تعبر عن ذلك وهي ثأر الشعب المصري كله مسلمون ومسيحيون ضد الاحتلال
الانجليزي.. كل ذلك يعمل علي زيادة الفجوة بينهم ويجعل الاطفال منذ
الصغر يشعرون باختلاف وفروق بينهم.
ويؤكد طايل ان الدين في اصله التسامح لذا يجب علي من يقرر هذه المواد ان
يغرس في الطلاب في المراحل المختلفة قيم الانتماء والانسانية وليس نبذ
الآخر بمعني ان توجد مادة تستلهم من مواثيق حقوق الانسان الدولية نسيجا
روحيا من التراث الانساني والاديان السماوية الثلاثة بدون تمييز, وهذا
ايضا مضمون ما تقدمت به السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للاسرة والسكان
من قبل لتأليف كتاب مشترك يحمل قيم الديانات السماوية داعية الي تعميمه في
المدارس بهدف تعميق قيم المواطنة والمساواة, وذلك حتي نستطيع ان نبث في
البراعم الصغيرة فكرا جديدا قائما علي المساواة والانسانية بدون تفرقة في
دين او لون.