غريبٌ هذا العنوان... أموت كـي يحبني الناس...
كـيف ذلك ؟وما أستفيد من حبهم يا صديقي إن مت"...:: ؟
قلت : هذا هو الواقع لقد كان لي صديق - وللأسف الشديد -
لقد كنت أنصحه كثيراً وأقول له : لا تتكلم على فلان من الناس، فقال لي بلسان طلق :"هو حقير".
قلت : ولِمَ هو كذلك ؟ فقال لي : لا يعجبني...::
فقلت له : لأنه لا يعجبك هو حقير ؟ قال لي : نعم .::
فقلت له : هذه غِيبةٌ لا يحق أن تأكل لحمه .:::
فقال لي ضاحكا: اترك هذه المثالية فهو حقير بكل معنى الكلمة...::
قلت له : ولمَ تكرهه ...:::؟؟ قال لي : لأنني بكل بساطة لا أحبه ..:::
قلت له : في يوم من الأيام ستحبه .:::!! فقالــ لي بأستغراب ....::
أنا أحبه...::!!!
قلت له : نعم ستحبه ..::: إن فاضت روحه ستحبه...:::
إن وضع على المغتسل ستحبه...:::
إذا رفع على رقاب الناس وهو في نعشه ستحبه...:::
إن صلوا عليه صلاة لا ركوع لها ستحبه...:::
إن وضع في لحده . ستحبـــه...:::
فقال وهو مبتسماً : أتظن أنك ستؤثر علي بكلامك هذا .:::
قلت له كان علي أن أبلغك بهذا ..:::
فقال أشكرك على نصيحتك، ولكنني أكرهه .:::
فقلت له : سامحك الله...:::!
ولكنك في يوم من الأيام ستندم على كل كلمة سوء تلفظت بها عليه..::
فقال لي : أندم أنا أندم !! ساخرا من قولي..:::
فسكت عنه وانطوت الأيام والليالي وإذا بي التقي به في أحد المجالس..::
فقلت له : أما زلت تكره فلاناَ . قال : نعم .::
فقلت له : أعانك الله وفجأة وبينما الحديث يدور بيننا..::
وإذا بخبر حزين يطرق أسماعنا يا ترى ماذا جرى...::؟لقد مات فلان ومن هذا فلان...::
قلت هو من تكرهه أنت...:: !! فتغيرت ملامح وجهه .:::
قلت : ماذا دهاك يا صديقي فأصابته حالة لا شعورية...:::!!
أخذ يلطم على رأسه و هو يضج بالبكاء والنحيب...:::
ولكنني كنت قاسيا معه...:::
فقلت له لما أنت تبكـي على شخص تكرهه..::!!
فقالــ لي : أنا لا أكرهه أنا أحبه ...::! قلت له : الآن أنت تحبه ..::
قالــ : نعم أحبه..::
قلت له : وكـيف ستعتذر منه عما بدر منك...:::
من سوءٍ تجاهَهُ يوم لا ينفع مال ولا بنون..::: !!!
وهل سيسامحك في ذلك اليوم العصيب..::: ؟!
فارتفع صوته بالبكاء، وهو يصرخ لا أدري .:::
قلت له : ألم أقل لك مُت كـي يحبك الناس..:::!!!
...." إن في هذه لعبرة لمن أراد أن يعتبر، ولكن ما أكثر العبر...:::!
وما أقل المعتبرين...::: !!! "...
...همسة.... أتمنى أن لانكون بحاجه إلى أن نموت كـي ننال محبه الأخرين وأن لايموت من نُحب حتى نعلم حينها حقاً أن
لنا قلوباً تُحب...::!
وأن لا نفقد من هو حولنا...:::
لنؤمن بعد رحيله بقيمه وجوده بيننا..::! فنكون حينهـا أحسسنا ولكن بعد فوات الأوان...